الخميس، 25 سبتمبر 2008

إبتســم ..



قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى!

فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!

قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !

قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما

قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ، و تنفثـ كلما لهثت دما !

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما
؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟

قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !

قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا, و لست من الأحبة معدما!

قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟

يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما !


قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما



روائع : إيليا أبو ماضي


ليست هناك تعليقات: